"بطيرم" ("قبل الأوان"): كتاب جديد تكريمًا لذكرى ليئور زيف, من تصميم الطالبة سبير فلدباوم (قسم الاتصال البصري)
" في أول مرة رأيت فيها تصوير ليئور, انكشف امامي مصور موهوب, يتميز بالقدرة على ’إمساك’ اللحظات, المناظر والأشخاض"
في كل تلك الأمور رأيت شيئًا آخر. الصور التي برزت أمامي دونًا عن غيرها كانت الصور التي تعبّر عن ’بالكاد’: تلك التي يعتبرها البعض خسارة, مشوشة. التي تعتبر عادة "غير جيدة", التي عادة ما يتخطونها خلال عملية التحرير والتصميم. الا أنها أثرت فيّ, لأنها في نظري التقطت أكثر اللحظات صدقًا, وواقعية وقذارة", كتبت سبير فلدباوم- طالبة السنة الرابعة في قسم التواصل المرئي- في صفحات كتاب "بطيرم", والذي قامت بتصميمه تكريمًا لذكرى ليئور زيف.
بعد سقوطه في 20.04.20, خلال توثيقه لعملية ميدانية لوحدة جفعاتي بهدف كشف الأنفاق في رفح, تلقّت عائلة ليئور حوالي 4,000 صورة قام بتصويرها من وحدة الناطق باسم الجيش- كمية هائلة نسبة الى سنة واحدة في الخدمة. جمعت فلدباوم هذه الصور في كتاب جديد يعرض صور ليئور خلال خدمته العسكرية.
"في إطار المساق ’تصميم وتحرير محتوى’, بارشاد جليت جائون, حصل الطلاب على الصور الـ-4,000. فعليًا أخذ كل واحد منهم ليئور معه الى البيت, تأملها, وفهمها بطريقته الخاصة", يقول ديكل بوفروف الذي رافق إعداد الكتاب. "تكمن في ذلك قوة كبيرة, أكبر من مجرد صورة تم التقاطها في وقت معين, وإنما مجموة صور تأملها أشخاص مختلفون وقرروا إعداد كتاب منها".
سبير فلدباوم (من اليمين) وميمي زيف- والدة ليئور زيف ومحاضرة في قسم تصميم الأزياء (تصوير اريئيل مدينا)
"الكتاب ’بطيرم’ يعرض قدرات سبير كمصممة في وضع وترتيب الصور بحكمة وحساسية, بواسطة تسلسل تدريجي, يحتوي مسارين. المسار الأول بصري, التنقل بين الأبيض والأسود, والمسار الآخر معنوي- التي تمكِّن, بواسطة التسلسل التدريجي, من تأمُّل حياة إنسان شاب عمل هو بنفسه في تأمل المساحات الملموسة والذهنية, المشحونة والخطرة والتي يتم تحديدها حسب حياة الجنود ونظام عملهم" يكتب في الكتاب.
ميمي زيف, والدة ليئور ومحاضرة في قسم تصميم الأزياء, قالت في حفل إشهار الكتاب, الذي أقيم في 10.1.22, أن "الصور التي وصلتنا من الناطق باسم الجيش هي أكبر هدية. هذه الصور, كاميرا واحدة والخوذة التي اعتمرها هي كنز نحفظه منذ ذلك الوقت. تلك أثمن أشيائنا. أشكر الناطق باسم الجيش الذي أصبح جزءًا من عائلتنا وشنكار, التي أصبحت الـ4,000 صورة ترافقهم في المنح, المعارض وغيرها. هذا الكتاب كان حلمنا وحلم عائلتنا"
كان التصوير دائمًا جزءًا هامًا من حياة ليئور, وشغل حيزًا كبيرًا من حياته اليومية. التعامل مع الكاميرا, مع الصور, التقاط اللحظة والتطور الدائم في هذا المجال, جعلت من الهواية شغفه الأكبر بلا منافس. هذا الشغف والموهبة في التصوير كبُرا وأصبحا مهنته عندما تجنّد في الجيش.
خلال خدمته في الجيش, اصبح ليئور محترفًا في التصوير, تطور, وسّع آفاقه واكتسب خبرة كبيرة. كان جزءًا من عمله كمصور عسكري توثيق عمليات الجيش الاعتيادية وفي حالات الطوارئ.