اعادة تدوير عبوة مشروب: من أثاث منزلي وأدوات طعام وحتى تصنيع السيارات
الاحتباس الحراري العالمي، والأضرار الجسيمة التي خلفها رفعت الوعي مؤخرًا لأهمية إعادة التدوير والاقتصاد الدائري. في البلاد تقرر توسيع قانون الرهن على العبوات ابتداءً من كانون أول القادم, ليشمل حوالي مليار عبوة مشروب عائلية التي تباع سنويًا في إسرائيل. من جهة أخرى, تنوي وزارة حماية البيئة رفع الضرائب على الأدوات أحادية الاستعمال بنسبه ملحوظه. التعاون الأول من نوعه الذي نشأ بين "اسوفتا" -هيئة إعادة التدوير وبين مركز روزين للاستدامة وقسم التصميم الصناعي في شنكار مكرّس لتنفيذ الفكرة الأساسية خلف الاقتصاد الدائري, وتحويل عبوات المشروب الملوثة للبيئة الى منتجات استهلاكية مصممة وعملية.
هيئة إعادة التدوير "اسوفتا" تأسست عام 2002 مع دخول قانون الرهن حيز التنفيذ. في كل سنة تجمع الهيئة ما يقارب 150 مليون عبوة مشروب من أنحاء البلاد, من بينها حوالي 700 طن ألمنيوم مصدرها العبوات, وحوالي 11,000 طن بلاستيك من القناني من نوع PET, وحوالي 11,000 طن من الزجاج. تملك الهيئة عشرات محطات التجميع موزعة في انحاء البلاد من الشمال الى الجنوب, وأسطول من السيارات التي تقوم بنقل عبوات المشروب الى موقع المعالجة المركزي للشركة في شمال البلاد.
في إطار المشروع, قام طلاب التصميم الصناعي في شنكار بجولة في مركز التجميع وإعادة التدوير الخاص بـ"أسوفتا" في شفاعمرو, وحددوا الإمكانيات المختلفة الكامنة في المواد الخام التي يتم تجميعها, وإمكانيات رفع حجم إعادة استخدام المواد البلاستيكية, الزجاجية والألمنيوم الى الحد الأقصى. على سبيل المثال ومن أجل فهم حجم إعادة استخدام المواد, كل طن من الألمنيوم تجمعه "اسوفتا", والذي ستنتج منه بعض المنتجات, يتكوّن من 80,000 علبة مشروب. طن بلاستيك مكون من 50,000 قنينة وطن زجاج يحتوي 4,200 قنينة مشروب تقريبًا.
من بين المنتجات التي صممها طلاب شنكار يمكن أن نجد:
- مقعد صغير مصنوع من ألمنيوم مضغوط, مغطى بالبلاستيك بتكنولوجيا فاكوم فورمنج. وزن المقعد حوالي 4 كغم, ومن طن واحد من العبوات المستعملة يمكن تحضير ما يقارب 250 مقعدًا.
- ساعة حائط مصنوعة من عبوات ألمنيوم مضغوطة بالدمج مع مادة سيليكونية. وزن الساعة حولي 5 كغم, ومن طن من العبوات يمكن تحضير 250 ساعة.
- أدوات طعام مصنوعة من عبوات ومن صب المنيوم مغطى بـ"أنودايز". طن من العبوات يمكن تحضير 45,000 مجموعات أدوات طعام تشمل سكينًا, شوكة, وملعقة.
- سماعة صوت للهاتف الخلوي المصنوع من ألمنيوم مصبوب. طن من المواد يمكن صنع 6,000 وحدة.
- كؤوس من ألمنيوم
التعاون بين مركز روزي للاستدامة في شنكار وبين "اسوفتا" هو مثال للاقتصاد الدائري, حيث تعود المنتجات الى الدائرة- الصناعية (يمكن استخدامها بما في ذلك إعادة استخدام) أو البيولوجية (ما يتحلل بيولوجيًا وصبح سماد عضوي). "في هذه الأيام الحرجة, علينا التعامل مع النفايات على أنها المادة الخام الجديدة- بمعنى أنه بدل استخراج مواد خام أو تصنيعها علينا أن نفهم أن النفايات التي يتم جمعها هي مادة خام بكل معنى الكلمة وعلينا استخدامها بشكل ذكي. يجب علينا التصميم مع التفكير بأصل المادة من جهة, عملية التصنيع, استخدام المنتج والمنتج في نهاية طريقه من جهة أخرى. التفكير بكل المراحل سيمكننا من التصرف بمسؤولية (مصمون, مصنعون, مستخدمون وغيرهم)- بحيث تعود النفايات الى الدائرة التكنولوجية أو البيولوجية".
يرون بردوغو, مدير عام "اسوفتا": "هيئة إعادة التدوير "اسوفتا" تجمع وتعيد استخدام حوالي 150 مليون عبوة مشروب من أجل المصانع والمستوردين سنويًا. نحن نثمّن التعاون الذي يمنح قيمة إضافية والذي يجعل من عبوات المشروب المستهلكة في البلاد مواد جديدة. قبل سنوات قمنا بتوقيع اتفاقية مع عملاقة إعادة التدوير العالمية Novelis بواسطة شركة Recycling Agency البريطانية, حيث تم استخدام قسم من العبوات "الإسرائيلية" التي تصلهم في صناعة السيارات ومنها فورد, جاغوار, لاند روفر, وغيرها. التعاون مع مركز روزين للاستدامة وقسم التصميم الصناعي في شنكار هو مستوى إضافي في هذا النهج. يهمنا أن يفهم جمهور الناس في إسرائيل أن إعادة القناني ليست فقط من أجل الرهن, إنما تتحول هذه القناني والعبوات في نهاية المطاف الى منتج حقيقي. كلنا نشهد في الآونة الأخيرة تداعيات الاحتباس الحراري والضرر البيئي, لكل واحد منا القدرة على المساهمة بجزء صغير من أجل حماية الكرة الأرضية ويسعدنا أن نكون جزءًا من هذا المشروع الفريد.